إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 26 فبراير 2020

كتّاب من نفطة: الشيخ المناضل الشافعي الشريف...وثائق نادرة


"الفيلسوف الديني"

الشيخ محمد الشافعي الشريف: ما يستحقّه أكثر

خالد العقبي 



أعتبره من الحيف الكبير أن يقتصر تخليد ذكرى الشيخ المناضل الوطني                    و المثقف  الأصيل  المرحوم  محمد  الشافعي الشريف  على مجرّد إطلاق اسمه على عمادة و شارع و مقبرة الجهة الشرقيّة لمدينة نفطة فهذا العلم على قلّة ما  دوّن عنه شخصيّة فذّة من الشخصيات التي جادت بها مدينة نفطة على امتداد تاريخها  و هو أيضا من العصارات الطيّبة  لتلك المنظومة التربوية و تلك البيئة المعرفيّة التي ميّزت نفطة  و من رموز ذلك التزاوج العبقري بين النضال الوطني  و النضال المعرفي الذي  انفردت به المدرسة النفطيّة أو تكاد.
ما روي عن هذا العلم بصفة شفويّة كثير و مبهر و لكن للأسف الشديد ما دوّن قليل  و نادر و مع ذلك فإنّه جدير بكل تنويه و استحضار و هو من بناة الوطنية التونسية  و من الممهّدين لاستقلال البلاد و من المدافعين عن هويتها و انتمائها العربي الإسلامي و من المكرّسين لوحدة مصير  شعوب المغرب العربي سياسيا و ثقافيا.
و أمام ندرة الوثائق المعرّفة بهذه الشخصيّة و نضالها لا يسعني إلا أن أوجّه التحيّة  و التقدير لأخي و صديقي الأستاذ عدنان صمادح نجل المرحوم القاضي و الشاعر محمد العربي صمادح الذي بادر  بتدوين بسطة عن حياة الشيخ  عبر تحقيق صحفي أجراه على صفحات عدد يوم السبت 25 سبتمبر 1993 من جريدة "الصدى" التونسية تضمن شهادة لابنة الشيخ المرحومة فاطمة الشريف عنونه بـ"ورقات من حياة المناضل الشيخ الشافعي الشريف: من نفطة إلى اسطنبول مرورا بمصر ، شهادات عن نضاله و مواقفه التحررية."
تحدّثت فيه المرحومة عن نشأة والدها و تعليمه و نضاله و معاناته              و رحلاته  و إسهاماته الثقافية و سننشر  هذا اللقاء ضمن ملاحق هذا الكتاب بإذن من صاحبه الأستاذ عدنان صمادح مشكورا.
و على تنوّع  اهتمامات هذا الشيخ و ثراء تجربته الحياتيّة فإنني سأسلّط الضوء على الجانب الأدبي و الإبداعي في هذه الشخصيّة تناغما مع روح هذا الكتاب  عارضا  لقصيدة كتبها في سجن الجزائر أرفقها لرسالة  بعث بها  في ربيع الثاني سنة 1354 ه/1933م  إلى محاميه المدعو  بشير بن محمد النفطي (الوكيل الرسمي لدى المحاكم التونسية).
و تكشف هذه القصيدة التي نظمها على البحر(البسيط) عمق المعاناة التي كان يعانيها السجناء الوطنيون في السجون الفرنسية و حجم العزلة التي كانت تطحنهم و قد بث فيها من الشكوى ما كان يهز الضمائر و يحفّز الهمم على ضرورة التدخّل لتعجيل فرج هؤلاء المظلومين ظلما مزدوجا من السلطات الاستعمارية و من ذوي القربى و  من الشعب حيث يقول:

يمرّ الشعب في غفلة عنّي فما أحد                          يوما بتذكرة فيه يحييني
ما كنت أحسب شعبي اليوم يهجرني      بل كنت أحسبه في الخطب يدنيني

و قد بنى قصيدته  على  طبقات من المشاعر  متداخلة  و نفثات من الشكوى متراكمة  فكانت بيانا عاما لحالة كلّ سجين و وصفا صادقا لحالة كل معتقل تدرج بلا تردّد ضمن أدب السجون  و شهادات السجناء السياسيين.
حيث افتتحها بالشكوى إلى الله و الاعتماد عليه في محنته مبرزا عمق إيمانه بالقضاء  و القدر و درجة  أمله في رحمة الخالق و فرجه:

فما سوى الله يجلي الهم عن أحد                  إذا أراد زوالا زال في الحين
هو الذي خلق الأشيا  و قدّرها                   و ما بلاني به من قبل تكويني

ثم الشكوى من ظروف السجن و صبره عليه :

أمسيت في ظلمات السجن محتجبا            مذ أشهر لم تزل تمضي فتضنيني

و الشكوى من نزلاء السجن الذين لا يناظرونه علما و خلقا :

ظللت بين أناس لا علوم لهم                             و لا محاسن أخلاق تسلّيني

و التذكير بتضحيته من أجل الوطن و الشعب و الدين  و شكواه من نسيانه و غفلة الشعب عن معاناته:

 لم أوثر النفس حبّا بل أبحت بها             ضحيّة في سبيل  الشعب و الدين
يمرّ الشعب في غفلة عنّي فما                         أحد يوما بتذكرة فيه يحييني

و استذكار لصغاره القصر الذين تركهم خلفه بلا معيل و لا كفيل و لا راع  :

تركت خلفي صغارا لا كفيل لهم                 و لم أدع لهم مالا يهنيني


و أمل قائم و متجدد في الخلاص و زوال المحنة بأمر من الله و رحمة منه:

صبر جميل فهذا لا دوام له                           سيرسل الله يسرا منه يغنيني


هذا مجمل ما تضمّنته قصيدة الشيخ التي صاغها كبيان حالة لسجين رأي تحت هيمنة الاستعمار و آلته القمعيّة القاهرة و قد كشفت عن تمازج المناضل بالأديب     و توظيف القلم في معركة المقاومة و لا ندري هل كتب المرحوم غير هذه القصيدة    و هو في السجن؟ .
 هذا باب لا بدّ أن يفتحه الباحثون  مع الباب الذي أشارت إله ابنته المرحومة فاطمة الشريف عندما أشارت إلى أن  كتاب "تاريخ تونس" المنشور باسم المرحوم حسن حسني عبد الوهاب هو في حقيقته كتاب من تأليف والدها؟
(أنظر الملحق عدد 3).


الملحق عدد (1)
رسالة الشيخ الشافعي الشريف إلى المحامي بشير بن محمد النفطي من معتقله بالسجن المدني بتونس سنة 1933

الحمد لله
في ربيع الثاني  سنة 1354 هـ (1933 م)
محمد الشافعي بن  محمد بن علي  ، كونداني بوليتيك( سجين سياسي)    بالسجن  المدني تونس عدد 1205.
سيّدي  الفاضل  الأستاذ بشير بن محمد النفطي الوكيل الرسمي  لدى المحاكم التونسية دام عزّه.
بعد تحية و سلام أتعجّب من دخولكم  في جنس القوم  الذين  لم يتذكرني أحد منهم طول هذه المدة  التي أعاني فيها نكبة كبرى في ظلمات السجون... لم يتذكرني  أحد فيها بتذكرة يسليني بها أو صلة  يواسيني بها حتى كأني غريب لا حبيب له و لا  قريب  و لست بباسط إليكم  تفصيلا بحالتي في عقود النثر الوجيز مستغنيا  بهذه القصيد ............فكرتي تريكم  حالتي          و مقدور شعوري  فاقرؤوها  على الأساتذة حولكم  الشيخ العربي و الشيخ العيد و الشيخ الهادي  و الشيخ البرقاوي و الشيخ صالح  مع جزيل السلام  و ألاحظ  إليكم جميعا  بأن نهار  اليسر طلع  على ليل العسر فلم يبق لكم عذر في التخلف عن صلتي   و السلام.

محمد  الشافعي بن محمد بن علي عدد 1205



الملحق عدد (2)

الفيلسوف الديني
شعري و شعوري و أنا في حبس الجزائر

أشكو إلى الله أحوالا تؤذّيني                                         عساه يبعث تفريجا ينجّيني
فما سوى الله يجلي الهمّ عن أحد                                   إذا أراد زوالا زال في الحين
هو الذي خلق الأشيا و قدّرها                                     و ما بلاني به من قبل تكويني
لو لم  أكن بجميل الصبر محتسبا                                لكانت النكبات اليوم ترديني
أمسيت في ظلمات السجن محتجبا                      مذ أشهر لم تزل تمضي فتضنيني
ظللت بين أناس لا علوم لهم                                       و لا محاسن أخلاق تسلّيني
قد كنت فيهم غريب الشكل منفردا                         كالدرّ  من بين أحجار من الطّين
إنّي أصبت بحال لا طبيب لها                                   و لا مواسي بالإحسان يجديني
حتّى كأنّي  غريب لا قريب له                                    و لا حبيب بعذب القول يبريني
لم أوثر النفس حبّا بل أبحت بها                         ضحيّة في سبيل  الشعب و الدين
يمرّ الشعب في غفلة عنّي فما                                     أحد يوما بتذكرة فيه يحييني
ما كنت أحسب شعبي اليوم يهجرني                 بل كنت أحسبه في الخطب يدنيني
أليس يعلم ما فيه أكابده                                            من البعاد بسجن كاد يفنيني
قضيت فيه شهورا لم أجد أحدا                               بنفثة من حلال السحر يرقيني
أو يبسط الكف لي بسطا تمجّده                   ...............................................
تركت خلفي صغارا لا كفيل لهم                                        و لم أدع لهم مالا يهنيني
و لا أمّ  تحنو عليهم أو تصبرهم                              و لا حميم بعطف منه يكفيني
فأمّهم في ظلام القبر ثاوية                                     و إنني في ظلام السجن يخفيني
هذا الذي صيّر التفكير يقلقني                               و السجن نارا بحر البعد يكويني
صبر جميل فهذا لا دوام له                                        سيرسل الله يسرا منه يغنيني
و أحمد الله في بدء و مختتم                                   حمدا يبلغني قصدي و يهديني






الملحق عدد(3)
ورقات من حياة المناضل الشيخ الشافعي الشريف: من نفطة إلى اسطنبول مرورا بمصر ، شهادات عن نضاله و مواقفه التحرريّة
جريدة "الصدى" ليوم  السبت 25 سبتمبر 1993

أجرى الحوار الأستاذ : عدنان صمادح

عديد من رجالات تونس العصرية الذين أسهموا في عزة و نهضة هذا البلد هم مغمورون لا يكاد يعرف عنهم الواحد و خاصة الشخص العادي إلا النزر القليل  و حتى إن وقع تسليط الضوء عليهم و أنجزت بحوث  في شأنهم  فهي لا تتعدّى قلة مختصّة  و الصدى ،صدى السبت  تفخر بأن تقدّم لقرّائها  هذا الأسبوع علما  من أعلام تونس و مناضلا وطنيا  صادقا ساهم  مساهمة فعّالة  في النضال الوطني و كان حتّى وفاته في أواخر  الثلاثينات (1938) أحد زعماء الحزب الحر الدستوري  هذا المناضل و الشيخ الجليل هو  محمد الشافعي الشريف أصيل منطقة الجريد التونسي و بالتحديد مدينة نفطة  هذه المدينة  الجنوبيّة التي أخرجت رجالا كبارا  أمثال لخضر حسين  الذي أصبح بعد أن هاجر إلى مصر  شيخ الأزهر بالقاهرة  كذلك الشيخ العروسي بن عياد     و الشيخ الصادق التابعي  و الشيخ المكّي بن عزوز           و الشيخ إبراهيم صمادح  و الشيخ الحاج النوري  بن بشير و غيرهم كثيرون.
الصدى التقت بابنة الشيخ و المناضل محمد الشافعي  و هي الأم فاطمة الشو               و تبلغ من العمر الآن  تسع و ستون سنة  و قد اقتفت بدورها أثر والدها  في الكفاح    و دخلت معترك النضال الوطني و تعتبر المرأة الأولى  في الجنوب التونسي التي قطعت مع الممارسات المتخلفة و نادت بتحرر المرأة و تعلمها و خروجها  إلى العمل  و لم يكن ذلك بالأمر الهيّن  فقد تكبدت  الأمرين لأنها امرأة  أوّلا  و لأنها  تعيش في مجتمع شديد التمسك بتقاليد قديمة : مع "ماما"  كما يسميها كل من يعرفها في مدينة نفطة كان اللقاء معها و الحديث عن والدها .




نشأة الشيخ محمد الشافعي:
ينحدر الشيخ محمد الشافعي من أسرة ورع و تقوى و قد ولد أواخر  القرن الماض  و بالتحديد سنة 1887 بنفطة زاول  تعلمه بجامع سيدي "مخارق"  مثله مثل أترابه في  ذلك الوقت  ثم أخذ العلم عن شيوخ أجلاء منهم خاصّة  الشيخ محمد الصالح مواعدة   و قد كان شغوفا بتحصيل العلم  فسافر و هو ما زال شابا  إلى مصر لتلقي العلوم الدينية  رفقة الشيخ لخضر حسين و زين العابدين التابعي       و كذلك الشيخ المكّي  عزوز  و ما إن أتمّ تحصيله العلمي بجامع الأزهر  حتى انتقل إلى اسطنبول  حيث مكث  بها عامين قام أثناءها  بالتدريس ثم رجع على إثرها إلى تونس  بعد جولة  في بلدان المغرب العربي.


بداية النضال:
بعد التحصيل العلمي و بعد تجربة التدريس في اسطنبول  و انتقال بين عديد البلدان و خاصة المغاربية.رجع الشيخ محمد الشافعي سنة 1918  إلى تونس   و قد راعه تخلف بلاده و الجور و الظلم  الذي يعيشه أبناء تونس تحت الحماية  الفرنسية فانخرط مباشرة في النضال  بالكلمة و قد اقترن شعوره  الوطني بشعوره الديني فكان ينبه لمكائد فرنسا   و استغلالها  لتونس و كان يؤكد في اجتماعاته أن تونس بلد عربي   و مسلم و سيظل دائما كذلك و قد كانت لأفكار الشيخ  كبير أثر في التونسيين الذين أصبح اهتمامهم بيه كبيرا.
انخرط الشيخ في الحزب الدستوري إلى جانب الشيخ الثعالبي و الشيخ الظريف من المهدية  و الشيخ القصيلي من الكاف و قد تابع مع هؤلاء  النضال الوطني في سبيل نصرة الحق و نصرة التونسي و قد تنقل لهذه الغاية في عديد المناطق داخل تونس لحفز الهمم  و توعية الناس و عقد الاجتماعات و هذا لم يكن سهلا بالمرة فقد كانت الرقابة الفرنسية بالمرصاد.
فقد جاء في كتاب" اضطهاد و مقاومة" بالصفحة 423 و هو مجموعة وثائق لمحاضر  الرقابة الفرنسية قام بجمعها المنصف الدلاجي في كتاب قيم ما يلي "..إن إقامة الشيخ الشافعي بسوق الأربعاء في إطار الرقابة المدنية تولد نتائج سلبية بالمرة بل بالعكس فقد قام الشيخ الشافعي بإشعاع للحزب الحر الدستوري و توجهت همته  نحو بعث خلايا دستورية بسوق الأربعاء".
و قد كان في نية  الشافعي التوجه إلى عين دراهم لكنه تراجع و قرر الاتجاه نحو الكاف لكسب هذه المنطقة الهامة"
و نقرأ مرة أخرى في محاضر للرقابة الفرنسية بالصفحة 374 من نفس الكتاب ما يلي :       " و في اجتماع بجامع رحبة الغنم برئاسة السيد الطاهر صفر و قد استدعى شيخ المدينة السيد رشيد بن عصمان مساعده و العديد من الشخصيات و الكتبة و في هذا الاجتماع الذي حضره حوالي 2500 شخص تناول الكلمة الشيخ محمد الشافعي و قد عبر عن ابتهاجه بهذا الاجتماع و عدد فوائده و نوه بتضامن الشعب التونسي ثم عرّف بمنع الجولان           و النتائج المنجرة عنه"
و نقرأ  أيضا  في الصفحة 303 من محضر للرقابة المدنية على تونس :                               "...  و مثلما جرت العادة انعقد اجتماع ضم 150 شخصا داخل المقر العادي  للحزب  الدستوري و قد قام الشيخ الشافعي بإلقاء محاضرة كان  موضوعها التاريخ الإسلامي و لقد أعلن الشافعي في هذا الاجتماع  على وصول لجنة مختصة ذات طابع عسكري من باريس إلى تونس يوم 06 أكتوبر و ذلك لمعاينة الأوضاع العامة في كافة الجهات و رصد الأحداث التي وقعت مؤخرا  زيادة على ذلك فقد أعلن الشيخ الشافعي عن  استشهاد المناضل بشير ياسين الذي دفن في مقبرة الزلاّج"
هذه بعض مقتطفات مدونة  في السجلات الرسمية للرقابة المدنية الفرنسية التي كانت تتابع المناضلين و تضيق  عنهم و هو ما لم يفلت منه الشيخ المجاهد فقد استدعي عديد المرات و وقع استنطاقه و استفساره عن تنقلاته الكثيرة التي أزعجتهم.
موقف الشيخ الشافعي من الانشقاق
لم يرض الشيخ الشافعي بالانشقاق داخل الحزب و نبذ ذلك ففي اجتماع داخل المقر العادي للحزب الدستوري دعا المناضلين إلى الوقوف  صفا واحدا وراء زعيمهم في انتظار رجوع البحري قيقة و الطاهر صفر و لقد حذر الشيخ الشافعي من التعامل مع الحزب الاشتراكي مستقبلا و بين خطورة ذلك و في اعتقاده أن هذا الشق هو المسؤول الوحيد عن الفوضى داخل البلاد.
و في اجتماع سري للحزب الدستوري الجديد حضره الزعماء العشرة لخلية تونس العاصمة ألقى الشيخ الشافعي و البحري قيقة  و الطاهر صفر كلمة ضمنوها  تأكيدهم  على ضرورة المطالبة بالمصالحة مع الشق الدستوري المارق.
هل كتب الشيخ الشافعي كتاب "تاريخ تونس"؟
تؤكد السيدة فاطمة  الشو ابنة  الشيخ أن والدها كان قد ألّف  كتابا عن تاريخ تونس فهو مؤلف ضخم  و هام و لغاية  طباعته و ترويجه بين الناس في إطار  كفاحه           و تعريفه بتاريخ تونس و مجدها و رجالاتها باع أكثر ما يمكن من عقار      و ذهب       و استودع النسخة التي كتبت بخطه لدى إحدى  المطابع بالعاصمة     (لا نعرف اسمها) و اتفق مع صاحبها على نسخ الكتاب مع تسليمه المبلغ لصاحب المطبعة لكن المنية سبقته. بعد ذلك ظهر الكتاب بنفس العنوان تحت اسم مؤلف آخر هو حسن حسني عبد الوهاب.. تؤكد السيدة فاطمة الشو أن والدها كان على خلاف مع أحمد باي و قد شجع هذا الأخير نشر الكتاب باسم لغير صاحبه و تروي فاطمة الشو أنها اجتمعت يوما بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة  و كان بحضورهما  السيد حسن حسني عبد الوهاب و قد أثار الحبيب بورقيبة مسألة موضوع الكتاب في ذلك الحين...هذا حديث ننقله على لسان ابنة الشيخ...أخيرا هذه لمحة عن رجل ظل في الظل و هو علم و مناضل كبير حق أن يبرز و يوضع في النور لا على نطاق المنطقة التي نشأ  فيها (نفطة) فقط بل على مستوى أكبر و نحن نتمنى لفتة كريمة تبرزه    و تبرز نضالاته للأجيال الجديدة.





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق