إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 27 مايو 2021

 

عمال جمع الحصى بنفطة : ضحية جشع المستغلين الكبار و صمت السلط الجهوية؟

 

مرّة أخرى تتهدد أبواب رزق شريحة هشة من شرائح مجتمعنا المحلي بنفطة  و مرّة أخرى يغلق قوس نفطة  و تتعطل حركة المرور  على الطريق الوطنية رقم 3  في حركة احتجاجية  ينادي أصحابها بالعدل و الإنصاف ...إنهم عملة جمع الحصى الطبيعي  على جنبات  طريق توزر نفطة  أرباب عشرات العائلات  رفضوا الجلوس في المقاهي  و اختاروا أن يطعموا أطفالهم بالحلال من خلال عمل شاق  و مضني في الصحراء  و تحت شمس حارقة أو برد لاذع  يجمعون أكداس الحصى بوسائل تقليدية قوامها غربال من حديد  لا تنفرد مدينة نفطة بهذه المهنة بل هي موجودة في بعض الجهات الأخرى  كما تمتهنها النساء في أقصى جنوب الجزائر و يعتبر هذا النوع من الحصى  الذي تغطيه طبقة رقيقة من الرمال و الأتربة  و أحيانا يوجد على سطح الأرض من أهم مكوّنات عديد الصناعات و الأعمال الفلاحية لعل أهمها  استعماله في الآبار لترشيح المياه كما يستعمل سابقا في أعمال البناء و تستعمله بعض المصانع في صناعة نوعية جيدة من البلاط.

لم يكن يشكل الاستغلال التقليدي لجمع هذا الحصى أية مشكلة بيئية  فهو يتجدد في الطبيعة و إن كان على مدى بعيد و لكن أصبح جمعه كارثة بيئية بدخول مستغلين جشعين وظفوا آلات ظخمة و معدات و وسائل نقل كبيرة لاستنزاف هذه الثروة  فالغرابيل أصبحت ميكانيكية و سحب الحصى أصبح بالجرافات  و تضرر العمال البسطاء الذين يجمعون حمولة جرار في 3 و 4 أيام فيما يجمعها غيرهم بآلاتهم في ظرف ساعة ؟؟؟

هذا ما جعل سلعتهم تكسد و جهدهم يذهب سدى  و حتى سعر المادة التي يجمعونها أصبح بخسا خاصة عندما يقبله منهم أصحاب الآلات و المستغلين الأقوياء ؟؟

هذا ما دفع عشرات من هؤلاء العمال البسطاء  و منذ سنوات يرفعون صرخة استغاثة لكل من له سلطة في الجهة من والي توزر إلى معتمد نفطة إلى رئيس بلدية  إلى جهات أمنية  دون أي  تسوية  منصفة لمشكلتهم  ما دفعهم لتصعيد تحركهم الاحتجاجي  ليغلقوا القوس مجبرين على ذلك في غياب التفاعل المنصف مع قضيتهم.

إن هذه القضية لا تنحصر في بعدها الاجتماعي  بل لها امتدادات بيئية  و اقتصادية و أمنية تدعو الجهات المعنية للتدخل على غرار  الإدارة الجهوية للبيئة بتوزر و مصالح الفلاحة    و الغابات  و أملاك الدولة  لوضع حدّ للإستغلال المفرط و الممكنن  لهذه المادة  بما أضر  بالغطاء النباتي و التربة  و ساهم في زحف الرمال و التصحر  و كذلك وضع حدّ لمعاناة العمال التقليديين الذين يستغلون مادة الحصى  بطريقة محدودة  لا تهدد البيئة .

و الدعوة أيضا للجهات المعنية لتنظيم هذا القطاع في شكل مقاطع مضبوطة بكراسات شروط و رخص استغلال تستثني محدودي الدخل  و تحدد طرق الاستغلال الممكنن بما لا يضر بالمحيط و يؤمن دخلا جبائيا لخزينة الدولة.

 

خالد العقبي

26 ماي 2021