إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 21 أبريل 2020

القصة الرابعة ضمن الخمسة الأوائل لمسابقة كتابة القصة حول كورونا / التلميذة مرام اللموشي


"ومن الجهل ما قتل"
مرام اللموشي /9 أساسي



كان العالم في وضع رائع لا يعيق هدوءه و انسجامه شي لكن بقدرته تعالى انقلب كل شي رأسا على عقب في وقت وجيز و أصبحنا كأننا نعيش داخل قصة رعب مخيفة.فقد ظهر فيروس اسمه "الكورونا"في وهان الصينية بسبب الطعام المقزز الذي يتناولوه هذا ما نشرته بعض وسائل الإعلام أما بعضها الآخر فقد أخبر أن السبب الحقيقي وراء ظهور هذا الفيروس هي غازات أطلقتها الولايات المتحدة الامريكية كي تعيق الحركة الاقتصادية للصين و تجعلها تخسر العديد من الأموال من خزينتها خلال هذه الازمة و هذا ما سيجعلها تستعيد مكانتها الاقتصادية التي افتكتها منها الصين و تبقى الاسباب وراء ظهور هذه الفاجعة التي زلزلت العالم مجهولة حتى الآن.لم يتوقع أحد أن هذا المرض سينتشر بهذه السرعة الفائقة و ظن البعض أنه سيظل حبيس مدينة وهان حيث تبين فيما بعد انه مرض معدي و خطير في نفس الوقت خاصة على الطاعنين في السن و الذين لديهم مرض مزمن و للأسف أن أعراض هذا المرض الخبيث لا تظهر الا بعد 14 يوم و لا يوجد له أي علاج حتى الآن. و مما يدعو النفوس للخوف أنه قد وصل إلى أوروبا حيث سجلت عدد الوفايات بسبب هذا المرض الآلاف أما عدد المرضى به فهو لايحصى و لا يعد خاصة في إيطاليا التي الاوضاع فيها خرجت عن السيطرة بسبب هذا المرض الذي يوشك أن يفقدها كل سكانها و تنقرض البشرية في هذا البلد فقد إنتشر فيها هذا الوباء بصفة غير عادية حيث انتهى بهم المطاف الى ان يرفعو أيديهم لله طالبين الرحمة فلم يعد لهم حولا و لا قوة.وما يرعب النفوس و يفزعها أن هذا المرض وصل الى البلدان العربية ايضا و من بينها تراب وطننا العزيز تونس. حن المغتربين الى وطنهم و طفقو شوقا لزيارة اهاليهم في هذه العطلة ولا احد يمنعهم من ذلك فهذا حقهم لكن الشيء الوحيد الذي طلب منهم هو أن يلتزموا بالحجر الصحي لبضعة أيام حيث إذا كانوا حاملين لهذا المرض يكتشفونه قبل أن ينشروه في حيهم و بين عائلتهم و أحبائهم.هناك منهم الواعين الذين يخافون عن عائلاتهم الى درجة انهم من حيث يصلون حتى يحجزوا انفسهم و يرفضون حتى التسليم على أقرب الناس إليهم و لا يختلطون بأحد ولكن هناك للأسف أناس لا يعون مدى خطورة المسألة و لا يلتزمون بأي إجراءات حتى يفوت الآوان أساسا عدد المصابين بتونس يزداد يوما بعد يوم بسبب هؤلاء الجاهلين وقد أثبت جارنا المغترب بإيطاليا أنه ينتمي الى هؤلاء الجهالين فقد عاد منذ شهر إلى تونس و قد ظننا أنه سيلتزم بكل الإحتياطات الازمة من أجل صحة عائلته و المحيط الذي حوله لكنه منذ صباح اليوم الموالي لليوم الذي عاد فيه رأيناه يتسكع في الشوارع و يرتمي مقبلا هذا و ذاك من أصحاب و أحباب غير مبال بأي شيء و قد طمأن الجميع أنه بخير لأنه لا يحمل أي أعراض لكننا لم نشعر بالراحة حتى أننا إشتكينا للسلطات المعنية لأنه لم يلتزم بالاحتياطات و كنا قد حاولنا إقناعه قبل ذلك ليلزم بيته لكنه لم يأبه لنا و أذكر أنه كان غاضبا كثيرا حين فعلنا معه ذلك و الحمد الله قد لزم بيته حتى و إن كان قسرا و ظننا أنه سيبقى في غرفة لوحده لمدة 14 يوم لكننا سمعنا من والدته أنه لم يرضى بذلك و سيجلس مع عائلته طوال هذه المدة لكن أمه ليعطها الله الخير و البركة قررت أن لا تخرج هي و ابنتها من البيت أبدأ لكي تطمان النفوس و يرتاح جميع من في الحي حتى إن كان إبنها يحمل هذا المرض فيضل حبيس بيتها لكنها كانت تبدو واثقة أن إبنها ليس مريضا.و في الليلة الثامنة من الحجر الصحي سمعنا سيارة الاسعاف تأخذ والدة جارنا الى المستشفى بسبب إنقطاع التنفس عنها و إرتفاع حرارتها و منذ أن حل الصباح حتى وصل خبر وفاتها فقد بينت التحاليل أنها مريضة بالكورونا و لأنها طاعنة في السن لم تستطع مقاومة هذا المرض و تغلب عليها كما تبين فيما بعد أن الابن و الابنة حاملان للمرض أيضا و لا شك أن الابن هو من من جلب معه هذا الفيروس و نقل العدوى لأمه و أخته.لا شك الآن أنه يعض أنامله ندما و يحترق قلبه أسا و حرقة لأن أمه ماتت بسببه و يتمنى لو أنه استمع إلينا لما كانت أمه تحت التراب الآن ولكانت ستعيش لتراه ببدلة العرس و أنه سيستطيع أن يضع إبنه في حضنها يوما ما فهذه كانت أمنيتها الوحيدة.ليس الى هذا الحد فقط فسيراوده الشعور بالذنب حتى يموت و سيلوم نفسه حتى يلتصق تراب القبر بعظامه كما أنه سيتعلم الدرس من هذا و لن يستخف بشيء مجددا لكن لم يعد ينفع الآن فقد فات الآون بعد أن فقد أعز الناس إليه وتسبب في نقل هذه العدوى للكثيرين في هذه المدينة بسبب تهوره في البداية سيعاني البعض كثيرا و سيموت البعض الآخر و سيكون ضحية لجهله و لربما اصبحت منطقته منطقة موبوءة و هذه تعتبر كارثة كبرى.أما أنت أيها المواطن العزيز لا تدع الآون يفت و إلتزم بالاجراءات الازمة و ان كنت آت من خارج البلاد ابقى في غرفتك و لا تخرج فكلها 14 يوما و ستمضي بسرعة و ليس بالشيء الكبير مقارنة بمعزة عائلتك وأحبابك.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق