إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 16 أبريل 2020

القصة الأولى من القصتين الثانيتين الفائزتين في مسابقة كتابة القصة حول الكورونا / ريان طنقارة



تصرف طائش
ريان طنقارة /9 أساسي


في هذه الأيام, انتشر فيروس خطير يدعى فيروس كورونا.وهو فيروس قاتل ينتشر بسرعة رهيبة.وعلى كل من تظهر عليه الأعراض أن يلازم البيت للحفاظ على سلامته و سلامة غيره و أن يتصل بطبيبه أو الأخصائيين لمساعدته و محاولة إنقاذه. و ذات يوم, ارسلتني أمي لشراء بعض الحاجيات من دكان العم"نبيل"فرايت سيارة مرسيدس فخمة اخر طراز, ففوجئت و سالت العم نبيل عن مالكها فاخبرني انها للعم يوسف ابن جارتنا خديجة الذي عاد البارحة من ايطاليا هربا من الوباء المنتشر. ولما كنت عائدا بعض قضاء حاجياتي,َ قابلته وهو جالس امام باب منزله يدخن سجارة :فاتجه نحوي قائلا "-اانت سامي ابن سليم جاري؟ - نعم يا عم انا هو - الم تعرفني؟الا تذكرني؟ - بلى اعرفك, انت العم يوسف! كيف حالك يا عم؟ - بخير يا صغيري, تعال لاقبلك - اسف يا عمي, فانا لا اقبل احدالانك تعرف بشان الوباء المنتشر وانه انتشاره سريع جدا و انا اريد الحفاظ على سلامتي و سلامة عائلتي و اخاف ان ينتشر هذا الوباء في مدينتي التي لا تحمل الى حد الان اية اصابات لذلك فانا لا القي السلام الا من بعيد. -هههههههه, هذا هراء, حتى لو سلمت علي و على غيري فانه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. -انت على حق, و لكن ينبغي ان نحتاط و ان نعطي لكل شيء حقه و قدره من الاهمية." و انصرفت و تركته مغتاظا. دخلت الى المنزل و وضعت الحاجيات على الطاولة لتقوم امي بتعقيمها. دخلت الى قاعة الجلوس فلم اجد أحدا طرقت الباب على غرفة اختي الاثنتين فوجدتهما يتسليان و يمرحان معا ثم ناديت امي فعلمت انها ترتاح قليلا بعد تنظيف و تنظيم المنزل مع اختي . شعرت بالملل فجست على الاريكة و اخذت جهاز التحكم لاشاهد التلفاز. كانت كل البرامج مملة لذلك اطفاته و اخذت هاتفي العب لعبة"فري فاير"التي احترفها. توقفت عن اللعب كالعادة لاتواصل مع اصدقائي واعرف منهم كل المستجدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي فوجدت ان اغلبهم يتحدث عن العم يوسف و ما قد يتسبب به من مصائب فاخبرتهم عن الحديث الذي دار بيني و بينه. و بعد برهة من الزمن, سمعت صوت محرك سيارته فاسرعت للنظر من شباك الغرفة و اذ به يتجاهل كلامي و ينطلق بسيارته. وضعت هاتفي لأعيد شحنه ثم فتحت التلفاز مجددا. و بعد فترة من الزمن, بدا هاتفي يرن فأسرعت لأرى من المتصل: "- أهلا من المتصل ? - اهلا يا سامي, انا احمد. اردت اخبارك ان العم يوسف مر كم من مرة امام منزلنا و قد يعرض غيره للخطر. لقد رايته من شرفة المنزل يدخل مغازة "كارفور" ثم يخرج محملا بالكثير من الامتعة. - انت على حق يا صديقي. شكرا لك و اعلمني عن كل جديد. - حسنا يا صديقي, الى اللقاء. - الى اللقاء." و وجدت ان اصدقائي ارسلوا الي العديد من الرسائل فبدات بقراءتها.اخبرني مراد بانه راه يدخل البنك.و اسماعيل راه يدخل المقبرة لزيارة موتاه.و اما جاسر فقد اتصل بي و قال: "- سامي, كيف حالك يا صديقي ? - بخير, ما الجديد ? - لقد رايته يدخل منزل جيراننا. أظنهم أقاربه. انه يقع قبالة منزلنا.مكث هناك مدة تقدر بربع ساعة ثم خرج و جلس في سيارته و بدا يهاتف العديد من الاشخاص ثم انصرف. - شكرا لك, و اخبرني إن عاد. إلى اللقاء. - إلى اللقاء. و اما كريم فهو كلما اطل من النافذة راه جالسا متحلقا من حوله أصدقاءه يتجاذبون أطراف الحديث. و بعد الزوال, سمعت جلبة في الشارع فأسرعت إلى النافذة لاستجلي ما حصل : تحلق حول العم يوسف الجيران يخاصمونه و يلومونه : "- هذا غير معقول يا يوسف, قال العم مختار, نحن نعتبرك كابننا لكن ان واصلت هكذا فقد تتسبب بمصيبة كبيرة. - يجب ان تلتزم بالحجر الصحي, اردفت الخالة علجية, و الا سنبلغ عنك الشرطة. - ان كنت مستغنيا عن حياتك فغيرك لا زال يريد العيش, اضاف العم الياس وهو حانق. - اهدؤوا, لم كل هذا الغضب و الخوف ؟ تساءل العم يوسف. - انت لا تقدر الوضع فنفطة ليس بها اي حالة من هذا الوباء و انت قد تقضي علينا جميعا بنشرك الوباء هنا, اجاب العم حامد. - اجل فنحن لا نعلم ان كنت سليما او معافا و لن نتاكد حتى تلتزم بحجرك الصحي و تكمله, اضافت الخالة كريمة. - لا تقلقوا فلن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. انا لست مريضا فلو كنت كذلك لظهرت علي اعراضه, تعلل العم يوسف بهذه الكلمات ثم تركهم و دخل. اثار ذلك غضبي لانه قد يتسبب بمصائب عواقبها وخيمة.و بما انه واصل بالمماطلة و لم يستمع لاحد قرر الجميع تجنبه. و في الغد, شغل سيارته و انطلق في التسكع كالعادة. عندها خطرت ببالي فكرة. انتظرت عودته و اتصلت بالسلط المعنية لتحضر و تتولى امره, فلم تقصر و اتت بسرعة. و لما سمع الجيران صوت الشرطة, خرجوا و الفضول يدفعهم ليفهموا ما حصل. و لما خرجوا, بدا يتهمهم بالوشاية. انذرته الشرطة و نبهته و طلبت منه ملازمة البيت و عدم الخروج مهما حدث و مهما كانت الظروف. و لما انصرفت الشرطة, انتظر قليلا ثم انصرف تاركا السيارة كي لا يثير انتباهها. و في الايام التالية, ظهرت على بعض الاشخاص اعراض فيروس كورونا فقامت لهم الدولة بالتحاليل اللازمة و اكد انهم مصابون بهذا الفيروس الخطير ! انها مصيبة ! لقد بدا الوباء بالانتشار في مدينتنا ! دب الرعب و الخوف في انحاء المدينة فتهافت الجميع على الدكاكين و المغزات يحاولون شراء اكبر قدر من السميد و الدقيق الابيض و كل ما قد يحتاجون اليه عند المكوث في المنزل و من المعقمات و الكمامات و غيرها خوفا من هذا الوباء الخطير. اغلقت الحدود و كل المرافق العمومية بأمر من المعتمد و اعلن ايضا عن حجر صحي شامل. اتجهت كل الاتهامات و اللوم الى العم يوسف فالقي القبض عليه و قاموا له بالاجراءات و التحاليل اللازمة , عندها تاكد الاخصائيون من انه من نشر الوباء لكن الاعراض لم تضهر عليه. احيل العم يوسف الى المحكمة الجنائية و حكم عليه بسنة من السجن بتهمة نشر الوباء بالمدينة و القضاء عليها. احس المسكين بندم شديد لكن ما فائدته بعد ان اهلك البلدة باكملها ! لقد استيقظ ضميره و استوعب الامر و لكن بعد فوات الاوان ! انه لن يسامح نفسه ابدا لانه السبب في مرض, معانات و مقتل الكثيرين و بالاخص افراد عائلته و كل من زارهم و كل العزيزين على قلبه بسبب غبائه و تهوره. خلاصة القول, ان كنت تحب شخصا فلا تزره حتى يصرف الله عنا هذا الوباء لانك ستعرض حياتك و حياته للخطر و ادعو الله من كل قلبك و تيقن من الاستجابة . و ان كنت لا ترغب فقدان اغلى الناس على قلبك التزم بالحجر الصحي للقضاء على بهذا الوباء. رغم سلبيات هذه الجائحة, انجرت عنها العديد من الاجابيات حيث انها نشطت التكافل الاجتماعي بين الافراد فالغني يعطي من لا يمتلك قوت يومه. كما عاد الجميع الى عبادة الواحد القهار خوفا من الموت :"فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا و لكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون". ايضا, اصبح الجميع في شوق الى رؤية بعضهم البعض.و كم كنا في نعم من الله علينا بها لكن لم نكن نشعر بها و لم نكن نشكر الله عليها فابتلانا الله بها, كما قال عليه الصلاة و السلام :"من كان في نعمة و لم يشكر خرج منها و لم يشعر".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق