إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 16 مارس 2020

معلقة على باب الوعي





"و إذا الكرونة أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميـــــــــمة لا تنفع"(*)
لكنّ لطف الله فيـــــــــنا مؤكّد
و رسولنا المختار حتما يشفع
فاحذر رعاك الله و اسمع ناصحا
و إذا منعت من التحرك فاقبع
و الزم حدود الحجر انك مجبر
فالموت حولك في الأزقة يرتع
و اسمع كلام العارفين فإنهم
أدرى  بمن يألم  و من يتوجع
و انظر لأهلك  إن أردت هلاكهم
بخروج ساقك في الأذى تتنطع
تندم إذا ما ضاع منك أحبة
هيهات أن يقف الزمان و يرجع
هي يقظة المسؤول لحظة أزمة
و الداء  غول في المدى يتربع
هي هبة للوعي حتّى تنتهي
أمواج شر الحاقدين و تقشع
إن السلامة في البيوت و سترها
فيها تصلي للإله  و تركع
تدعوه لطفا من لدنه و منة
فهو المجيب و للتضرع يسمع
ماذا يفيد إذا خرجت لصحبة
قد لا تعود و لا بها تتجمّع؟؟
ماذا يفيد إذا رغبت بشيشة
أو كنت تلهف جائعا تتبضع؟
ماذا يفيد إذا رقصت بمحفل
من كحة الموبوء قد يتضعضع؟
كون يجول الموت عن جنباته
و يصول ظلّه في الورى يتوزع
و الناس تبكي عجزها و مصيرها
في كل ركن أمة تتفجّع
إنّ الحياة أمانة يا من تُرى
بين الشوارع لاهيا تتسكّع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) البيت المذكور (بتصرف ) من الأبيات السائرة وهو من قصيدة لأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي الشاعر المخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم فحسن إسلامه، ومات في غزاة إفريقية، وهو من قصيدته الشهيرة في الرثاء التي يرثى بها بنيه،ومطلعها:
أمن المنون وريبها تتوجع    * والدهر ليس بمعتب من يجزع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق