إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 يونيو 2009



ملخّص فعاليات الندوة الكبري حول : حماية البيئة بالواحات و دورها في مقاومة التصحّر
نزل "كرفان سيراي" بنفطة / 16 ماي 2009


التأمت بنزل "كرفان سيراي" بنفطة يوم السبت 16 ماي الجاري فعاليات الندوة الكبرى حول : حماية البيئة بالواحات و دورها في مقاومة التصحّر التي نظّمتها الجمعيّة المحليّة لحماية البيئة بنفطة وهي جمعيّة غير حكومية تأسست سنة 2008 للنشاط في المجال البيئي من أجل إنقاذ جمالية مدينة نفطة وواحتها و ذلك بمبادرة من مجموعة من أبناء نفطة المقيمين بالعاصمة أبرزهم رئيس الجمعيّة الدكتور نجيب الزرقوني الذي افتتح أعمال الندوة بحضور ممثلين عن السلطة الجهويّة و المحليّة و المجتمع المدني و النسيج الجمعياتي و التربوي بمدينة نفطة مرحّبا بالحضور و مقدّما بسطة موجزة عن الجمعيّة الفتيّة و مهامها و جديد أنشطتها , مشيرا إلى اعتزامها تقديم ندوة ثانية في نهاية شهر جوان القادم حول تاريخ مدينة "درجين" كما وضع هذه الندوة في إطارها العام المندرج ضمن اهتمامات وزارة البيئة و حماية المحيط و برامجها خصوصا ما عرف منها " باليد الصفراء " المقصود بها برامج مقاومة التصحّر و محاصرة هذه الظاهرة البيئية الخطيرة خصوصا في الجهات المهدّدة مثل جهة الجنوب الغربي ...
و قد استعرض الدكتور الزرقوني عددا من الأنشطة و التظاهرات التي تعتزم الجمعيّة إنجازها مستقبلا على غرار :
* القيام بتظاهرة بيئيّة سنوية بنفطة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة .
* إنجاز أجندا 21
* إحياء مقهى الأصيل و تنشيطها كفضاء عائلي بيئي .
* تبنّي مجموعة من الطلبة من أبناء نفطة .
*تنظيم ندوة تراثيّة حول تاريخ مدينة "درجين" (أحدأسماء نفطة القديمة)
*الاهتمام بالمساحات الخضراء بمدينة نفطة و إحياء حديقة لبيب وسط المدينة و إعادة الروح إلى نافورتها .
*تشجير بيئي للطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين نفطة و توزر.
*جعل مدينة نفطة خالية من الطاقة الملوّثة و تعميم استخدام الطاقة الشمسيّة (مشروع شمس نفطة) .

ثمّ أحال الدكتور الزرقوني الكلمة إلى السيّد والي توزر الذي رحّب بالحضور و شكر جهود الجمعية المحلية لحماية البيئة بنفطة على أنشطتها و برامجها الطموحة و نوّه بمستوى الوضع البيئي بولاية توزر عموما و أشار إلى أهميّة مشاركة كل فعاليات المجتمع المدني في دفع المبادرات البيئية و ضرورة الدخول في شراكة فاعلة لإنجاح البرامج البيئية و اغتنام الفرصة للدفع بالمبادرات الخاصة لدى الفلاحين خصوصا فيما اتصل بكهربة الواحة باستعمال الطاقة الشمسية مرجعا كلّ هذا الحراك الجمعياتي و الحكومي إلى العناية التي توليها السلط العليا للمسألة البيئية كخيار حضاري يتصل بجودة الحياة و مستلزمات التنمية المستديمة .
و استمتع الحضور بفاصل شعري ألقى خلاله الشاعر السيّد التابعي قصيدة تمجّد جمال نفطة و تعدد مناقب أعلامها .
وانطلقت الفعاليات العلميّة للندوة بمداخلة للسيّد فاضل المهيري المدير بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة مستعرضا تاريخ تأسيسه الذي كان في مارس 1996 تحت إشراف وزارة البيئة لتكون مهمّته الرئيسية تكوين شبكة خبراء في الميدان البيئي لمعالجة كل ما يخص البيئة من تحاليل بيئية و بحث علمي لنقل تكنولوجيات البيئة و مساعدة للصناعيين على معالجة نفاياتهم ...كما عرض السيّد المهيري عديد الشهادات التي تحصّل عليها المركز من جهات عالميّة خوّلته لأن يكون مرجع نظر في المجال البيئي لدى عديد الهيئات, و أعطى المتدخل بسطة عن مكوّنات شبكة المركز التي تشمل الجامعات و المراكز الفنية و البحثية و مكاتب الدراسات و الوزارات ألخ...أمّا في مجال التكوين فقد استعرض السيّد المهيري مجال تدخلات المركز في مجال التكوين لفائدة البلديات و الصناعيين و عرض لمحتوى و اهتمامات النشريّة الخاصّة بالمركز و عدّد مختلف المشاريع المنجزة , كما قدّم المتدخّل فكرة عن مساهمة المركز في مجال تصنيع و معالجة التمور و طرق استفادة أصحاب وحدات تصنيع التمور من خدمات المركز...

و أحيلت الكلمة إلى المتدخّل الثاني السيّد حلمي صبارة الفنّي بمشروع تموّله الوكالة الألمانية للتعاون الفنّي
GTZ بجهة سوق الأحد بولاية قبلّي فاستعرض أهمّ تدخّلات الوكالة الألمانية في إطار دعمها لبرامج وزارة البيئة و تناول المشروع المنجز بينها و بين الجمعية المحلية للتنمية بسوق الاحد و المتثل في برنامج لمقاومة التصحر قدمت فيه الوكالة دعما بـ 120 ألف دينار لتصريف مياه النزّ بالواحة التي تمسح قرابة الـ 120 هكتار للتغلب على مشاكل ضعف خصوبة الأرض و تملحها و تقلّص زراعات الخضروات البينيّة , أمّا آفاق المشروع فقد بوّبها المتدخّل كالتالي :
· تحسين مردودية التربة
· دعم شبكة صرف المياه للحدّ من ظاهرة التغدّق
· دعم التنوّع البيولوجي بإحياء أنواع نادرة من النخيل
· دعم الفلاّحين في تحسين استغلالهم للموارد المائية
· دعم قدرات المجامع المائية
كما عرض المتدخّل صورا فوتوغرافية تجسّد مشاكل واحة سوق الأحد التي هي مشاكل شبيهة بما هو عليه الوضع بواحة نفطة و عرض أيضا صورا لعمليات استغلال لفواضل النخيل في تصنيع أسمدة و أعلاف حيوانيّة بطريقة علميّة تسهم في تنويع موارد الأعلاف من جهة و توفّر أسمدة محليّة تسهم في تنظيف الواحة من جهة ثانية .

أمّا المتدخّل الثالث الباحث السيّد عبد المجيد القادري فقد قدّم مداخلته تحت شعار : الواحة ضمان للتنمية المستديمة بالمناطق الواحيّة و تناول في بحثه النقاط التالية حول المنظومة الواحية :
· المكوّنات الأساسية للمنظومة الواحية
· الأبعاد التنموية للواحات
· العناصر الانتاجية في المنظومة الواحية
· تصنيف المنظومات الانتاجية
· الخصائص الوظيفية للواحة
و توسّع في تناول هذه النقاط بالتفسير و تقديم الأمثلة ليعطي تصوّرا تنمويا إيكولوجيا لدور الواحة الاقتصادي و الاجتماعي .

و تناول الكلمة ممثل الوكالة الوطنية لحماية المحيط الذي كان من المنتظر أن يشرف رئيسها السيّد محمد المهدي مليكة على أشغال هذه الندوة لكنّ تعذّر حضوره لانشغاله بمهمّة طارئة ...و قد استعرض ممثل الوكالة أبرز مهامها التي ذكر منها مقاومة التلوّث الصناعي و المصادقة على المؤثرات على المحيط مثلما هو الشأن في مشروع مطار النفيضة الجديد إلى جانب دورها في التحسيس البئي و أشار المتدخّل إلى ما توليه الدولة من اهتمام للشأن البيئي و ذلك بتخصيص 1 بالمائة من الناتج الوطني الخام لبرامج البيئة و حماية المحيط كما أشار إلى تطوّر المنظومة التشريعيّة الخاصّة بسلامة البيئة و آخرها ما يتعلّق بقرب إصدار مجلّة البيئة ..كما عرّج على مسألة الاستثمار في المجال البيئي و ما يشهده هذا التوجّه من خلق لمواطن شغل سمّيت مواطن الشغل الخضراء في القطاعين العمومي و الخاص و تشجيع المشاريع و الباعثين الشبان في المجال البيئي ضمن الآليتين 30/30 و 41/41 مع التركيز على قطاع التصرّف في النفايات .

و كان ختام المداخلات مداخلة قيّمة قدّمها الدكتور أحمد النمصي (أصيل نفطة ) حول مخاطر ظاهرة تكسّر سعف النخيل الذي أفاد الدكتور أنّه لم يعرف له تاريخ للظهور و لكن يرجح أنّه في الأربعينيات من القرن الماضي و يعرف كمرض تحت اسم "الحمرة " أو بوسعفة " و كان أوّل توصيف علمي له سنة 1984 و قد استعرض الدكتور تطوّر الظاهرة من خلال الصور و قدّم إحصائية عن انتشاراته بواحات الجريد كانت كالتالي :
نفطة 35100/توزر 786/ دقاش 192 و تعدّ نسبة الإصابات بكامل تراب الجمهوريّة قرابة الـ60 ألف نخلة مصابة ....و هو ما يدلّل على أنّ واحة نفطة هي الأكثر تضررا من هذه الظاهرة ذات الأعراض غير المستقرّة و ذلك لعدّة أسباب متداخلة أهمّها نقص الماء و فقر التربة و الاهمال و نقص مادة المانغانيز غير أنّ الباحث قد طمأن الجميع إلى تقدّم الجهود في محاصرة الظاهرة المنحصرة تقريبا في منطقة واحة رأس العين بنفطة لأنّ :
· انتشارها الزمني بطيء جدّا في بؤرها .
· تطوير تقنية تشخيص مبكّرة و سريعة بكفاءات و قدرات جهوية بحتة (خلال 48 ساعة يقع التشخيص)
· أسهام مشروع إحياء منطقة رأس العين المنجز بشراكة بين وزارات الفلاحة و السياحة و البيئة و حماية المحيط و نادي اليونسكو و الألكسو و إمارة موناكو في تراجع الظاهرة لتوفر الماء و العناية بالمغروسات و عودة جهود الإحياء للمنطقة التي كانت مهدّدة بضعف التنوع البيولوجي و زحف التصحّر .
و قبل فتح باب النقاش و اقتراحات الحضور قدّم الأخ زهير الوردي اختصاصي الإعلاميّة و احد شباب نفطة الواعدين في هذا المجال ,موقع الجمعيّة المحليّة لحماية البيئة بنفطة الذي سيكون جاهزا في بداية شهر جوان القادم على الرّابط التالي :
www.alpen.org.tn
و بيّن أبوابه و محتوياته كما قرأ الدكتور الزرقوني كلمة رئيس الجمعيّة و دعا الجميع إلى التفاعل مع الموقع و إثرائه و المشاركة في منتداه الحواري من أجل توسيع دائرة التصوّرات البيئية و الحلول الممكنة و المقترحات البنّاءة للنهوض بنفطة بيئة و تراثا.
و فتح باب النقاش فأثنى كل المتدخّلين على ولادة هذه الجمعيّة التي اعتبروها أملا جديدا ينبعث في نفطة من أجل نهضتها و تطويرها و استغلال ما بها من كفاءات و موارد و انحصرت المقترحات فيما يلي:
- اقتراح عقد شراكة بين الجمعيّة و نوادي البيئة بالمدارس الابتدائيّة و ذلك لزرع الحسّ البيئي لدى الناشئة و خلق جيل واعي بالمخاطر البيئية و منخرط في العمل البيئي التطوّعي.
- ضرورة الاعتناء بجماليّة مدينة نفطة و معالجة مشاكل مصبات الفضلات في بعض الأحياء
- التصدّي لمعضلة تشتت الملكيّة في الواحة باعتبارها من مسببات الإهمال المؤدّي إلى كل المشاكل البيئية في الواحة و عائق كبير أمام إمكانيات الاستصلاح .
- اقتراح تصنيف مدينة نفطة كمدينة تاريخيّة معترف بها من الأمم المتحدة
- اقتراح ضرورة مواجهة تراكم فضلات الواحة و مصادر تلوثها بشراكة فاعلة بين المجامع المائية و البلدية و السلطة المحلية .
-تثمين الدعوة التي وجهت للاتحاد المحلّي للشغل بنفطة باعتباره شريك في التنمية المحلية و ممثل لشرائح واسعة من العمّال بالفكر و الساعد .
- تثمين النظرة إلى نفطة باعتبارها مخزونا تراثيا و روحيا و معطى طبيعيا جدير بالإبراز و الحفظ .
-تثمين المسلك السياحي برأس العين .
- البحث عن إمكانية تكفل جهات حكومية و غير حكومية في كلفة الماء التي تثقل كاهل الفلاّحين الصغار .
- ضرورة تشريك الخبراء و أهل الاختصاص في رصد و تشخيص مشاكل الواحة .
- دعم العمل التوعوي و التحسيسي بمشاكل الواحة .
- دعم حزامي غابي حول مدينة نفطة و استغلال المياه المعالجة لسقيه .
- التشديد على دعم مشاريع استغلال فواضل النخيل أساسا كسماد يعوّض الأسمدة المجلوبة من جهات أخرى و التي تجلب معها أنواع أخرى من الطفيليات المضرّة بالواحة .

أمّا أبرز الردود عن كلّ هذه التدخلات فقد كانت من الدكتور الزرقوني الذي قدّم بسطة وافية عن مشروع "شمس نفطة " الذي سيكون حلاّ مثاليا لمعضلة كلفة الماء بما سيوفّره توليد الطاقة الكهربائيّة من الطاقة الشمسيّة من إمكانيات تسدّ حاجيات الضيعات و سينطلق المشروع قريبا حال استكمال النصوص التشريعيّة المنظمة للاستثمار في مجال الطاقات البديلة حيث سيركّز مشروع نموذجي في بئر منطقة رأس العين و قد وافقت عدّة نوادي "روتاري" فرنسيّة على تمويل هذه المشاريع مستقبلا في انتظار إيجاد غطاء من المموّلين و المستثمرين في مثل هذه المشاريع ...
أمّا مشروع تشجير الطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين نفطة و توزر فإنّ الدراسات التفصيليّة جاهزة
و سيكون هذا المشروع ذو الطابع البيئي مشروعا نموذجيا بكلّ المقاييس .










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق