حتما ستمر أزمة
الكورونا بما سيقدّره الله من خسائر و أضرار
فنحن مؤمنون و أفضل ما نقوله في
مثل هذه النوازل : اللهم لا نسألك ردّ القضاء و لكن نسألك اللطف فيه...
و ما يهمّ في الموضوع هو أننا دخلنا عصرا جديدا من التهديدات الكونية التي تتزامن للأسف الشديد مع بعضها
ألا وهي : التغيّرات المناخيّة و
التهديدات الوبائية و النزاعات المسلحة
غير التقليدية و لئن كنا في
بداية تشكل هذه التهديدات فإن التفكير
الاستراتيجي في سيناريوهات الوصول إلى ذروتها لا بدّ أن يكون عميقا و جديا و موحدا للآراء و الجهود فهذه التهديدات تطال
الوجود الإنساني ذاته و ليست مجرد أحداث عابرة ...
و ما يجب أن
يستخلص من دروس من هذه الأزمة لا بدّ أن
يؤخذ بعين الاعتبار:
1)
أهميّة البنية الأساسيّة الصحيّة في أوطاننا
و ضرورة ربطها بالأمن الوطني و البحث لها
عن صيغ تمويل مناسبة للتطورات التكنولوجية الحاصلة فيها إلى جانب التركيز على المنظومة التشريعية التي تؤمن للمرفق الصحي
العمومي الموارد البشرية من أطباء و ممرضين قارين و على ذمة المجموعة الوطنية
بعيدا عن إغراءات التعاون الفني؟؟
2)
ثقافة و وعي
مواطني صحي كفيل بتأمين سلوكات صحية صارمة
في الحياة اليومية و ضرورة إدراج
التربية الصحية كمادة مستقلة في البرامج
التعليمية و ليست كروافد مبثوثة في بقية
المواد.
3)
جهاز رقابة صحية نشيط و فعّال يؤمن سلامة الأغذية و المواد و
الأجهزة في الأماكن العمومية كالأسواق
و الفضاءات التجارية و المطاعم و
المقاهي و الملاهي و المدارس و المعاهد و الكليات و السجون و الثكنات....
4)
مراكز بعث علمي استشرافي يتابع آخر
البحوث الصحية و خاصة المتصلة بالأمراض
الوبائية و تونس و الحمد لله تعتبر متقدّمة في هذا المجال مقارنة بدول عربية أخرى.
5)
مراجعة الخارطة الصحية بالبلاد بما يضمن الحق في تلقي العلاج الناجع
دون التنقل لمسافات طويلة و توفير مرافق صحية متنوعة الاختصاصات قريبة من
المواطنين.
6)
تعزيز الإعلام الصحي بما يساهم في نشر المعلومة الصحية و شفافيتها
كما يسهم في نشر الثقافة الصحية بين مختلف الأعمار و الجهات.
7)
تعزيز المنافذ الحدودية البرية و البحرية و
الجوية بوحدات للسلامة الصحية و تجهيزها بأحدث التجهيزات.
8)
دعم الجمعيات الناشطة في المجالات الصحية
ماديا و معنويا بالتكوين و الإحاطة و
تشريكها في حملات التوعية و أخذ القرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق