إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 يونيو 2009

اليوم العالمي و الوطني للبيئة: تقرير حول الوضع البيئي بنفطة



نفطة : بيئة مدمّرة و آمال مفتوحة
تقرير من إعداد خالد العقبي بمناسبة اليوم العالمي للبيئة
(5 جوان2009)

مقدّمة

خسرت نفطة خلال العقدين الأخيرين ما تجمّلت به طيلة قرون من مقوّمات بيئيّة رائعة و فريدة ميّزتها عيون الماء المتدفّق و الواحة الأكثر جمالا في العالم إضافة إلى خلوّ المدينة من كل مظاهر التلوّث و الانحراف العمراني متميّزة ببساطتها الأصيلة النابعة من تجارب أجيال راكمت على مدى آلاف السنين خبرات لا بأس بها في الزراعة و المعمار و الحرف و الصناعات التقليديّة التي ترتكز إلى مواد محليّة المصدر...
تلك المدينة الساحرة على مشارف الصحراء الكبرى لم تلهم الشعراء من أبنائها فقط بل جلبت لنفسها إعجابا منقطع النظير من كلّ زائريها الأجانب رحّالة و كتّابا و صحافيين و شعراء و رسّامين و مغامرين و سنمائيين... بحيث ذاع صيتها عالميا و تكرّر ذكرها في كتب الإرشادات السياحيّة و لا تكاد تغيب عن أيّ مصنّف يتناول السياحة الصحراوية...
غير أنّ تغيّرات عديدة عرفتها المدينة منذ تسعينيات القرن الماضي جعلتها تفقد بريقها البيئي و تتشوّه مميّزاتها المعماريّة و يخبو وهجها السياحي ممّا أثّر سلبا في ظروف حياة سكّانها و ضاعف من مصاعب الحياة فيها بشكل دراماتيكي نفّر الشباب من الاستقرار فيها و جعلها تخسر كفاءاتها من أبنائها المتعلمين الذين ظلّوا يغادرونها إلى المدن الكبرى بحثا عن فرص عمل أحسن و حياة أفضل.

التدهور البيئي : الأسباب , المظاهر و الحلول :

مثلما كان الماء سبب وجود واحة نفطة و سرّ بقاءها و استمرارها فإّنّ نقصه هو أيضا السبب الأوّل و المباشر في تدهور مقوّماتها البيئيّة , فنضوب مياه الوادي نهائيا في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي كانت العلامة الفارقة بين نفطتين تميّزت الأولى بالخضرة ووفرة المحصول و تنوّع الزراعات و الاكتفاء الذاتي من الغلال و الخضروات و تميّزت الثانية بالقحط و أمراض النخيل و ضعف المحاصيل و تراجع الزراعات البينية و استجلاب الخضروات و الغلال من الجهات الأخرى...و يرجع الرأي العام المحلي غور عيون الماء و "موت الوادي " إلى ثلاثة أسباب رئيسية :
1) المشاريع المدمّرة التي أنجزتها الدولة (وزارة الفلاحة ) في الستينيات عندما مدّت قنوات و سدّت العيون بالصخور و الإسمنت لنقل الماء عبر شبكة من السواقي الاسمنتية و ذلك تحت شعار ترشيد استهلاك الماء و توزيعه و لكن بنيّة بيعه لصغار الفلاّحين ...
2) تعمّد بعض الفلاّحين بمنطقة العيون سدّ منابع الماء الطبيعية بغاية توسيع مساحاتهم الزراعيّة على حساب المجرى الطبيعي للوادي.
3) حفر آبار ارتوازية و عميقة كثيرة استنزفت المائدة المائية و أضعفت منسوب الوادي إلى حدّ الغور و الانقطاع.

و بذلك شكّل غياب الوادي نهائيا عن مشهد الحياة اليوميّة في نفطة انتكاسة بيئيّة حقيقيّة اعتبرها كبار السنّ خاصّة كارثة بأتمّ معانى الكلمة , و بالفعل فقد ظهرت آثار تلك الكارثة في تغيّر مناخ نفطة الذي ازداد حرارة و جفافا لم يعد السكّان يقوون على تحمّله راهنا لعدّة أسباب من أهمّها :
* انعدام أيّ مرفق بديل عن الوادي , فقد أهمل المسبح البلدي الذي أنشء في السبعينيات و لم تعد البلديّة تكترث لحاله بتعلّة ارتفاع كلفة ترميمه و إدارته.
* تغيّر نمط المعمار بعد اللجوء إلى المواد الإسمنتية في موجة التجديد العمراني التي شهدتها نفطة عقب فيضانات سنة 1990 و انقراض المواد المحليّة (الطوب , الطين , الجبس العربي, أخشاب النخيل...) الماصّة للحرارة و المتأقلمة مع المناخ إضافة إلى عمليّة التعبيد و التبليط التي عرفتها أغلب أزقة نفطة و التي وفّرت أرضيّة عاكسة للحرارة ..
* اللجوء المتزايد إلى وسائل التبريد الكهربائية المستنزفة لميزانيات السكان الضعيفة أصلا لارتفاع كلفتها دون أيّ أسعار تفضيليّة في فصل الصيف..

و لئن كان هذا الجانب من التدهور البيئي يعود في أغلبه إلى أسباب طبيعيّة فإنّ المسؤوليّة البشريّة عن مظاهر أخرى لذلك التدهور تبدو أكثر شراسة و كارثيّة حيث تتحمّل البلديّة و السكّان بدرجة ثانية الجانب الأكبر من المسؤوليّة عنه من ذلك :

* إزالة المساحات الخضراء التي أقرّت بصفتها تلك في مخططات التهيئة العمرانيّة التي أعدّتها البلديّة و استبدالها بالبلاط الاسمنتي أو بنصب و تماثيل كثيرا ما تتناقض مع الذوق العام و يبرّر ذلك بنقص مياه الريّ.
*عدم مواكبة البلديّة للتغيّرات المناخيّة و الإيكولوجيّة المتصلة بمعالجة المستنقعات في الواحة قبل تفريخ أسراب البعوض مما جعل سكان نفطة أواخر الربيع من كل سنة تقريبا يعانون من ظاهرة البعوض الذي يحمل معه أصنافا خطيرة ك "الشمنيوز" التي لم تكن معروفة من قبل و تسبب سنويا إصابات خطيرة لا سيّما عند الأطفال.
* رمي فضلات البناء و الأوساخ في مجرى الوادي القديم تحت قنطرة وادي البورة دون تدخّل من البلديّة لمنع ذلك أو تنظيفه.
* توقف الحضائر البلديّة العاملة في مجال تنظيف الأزقّة مما راكم من الأوساخ في الطرقات و الأنهج يزيدها أحيانا عدم انتظام مرور الجرّار الوحيد في البلدة تراكما و فوضويّة ...
* يصمت السكّان بدوافع الاحترام المتبادل بين الجيران و للضرورات الاقتصادية التي تعتبر تربية الماشية ( الأغنام و الماعز أساسا ) من أهمّ مظاهرها في مدن شبه فلاحيّة كنفطة , عن المشاكل الصحيّة التي تنتج عن تربية تلك الحيوانات في محلاّت السكنى من روائح و حشرات في ظلّ ضعف الرقابة البيطريّة التي من المفترض أن تقوم بها البلديّة متعاونة مع مصالح الفلاحة .

أبواب الأمل تنفتح لمستقبل بيئي أفضل :

بالتأكيد يعتبر التراجع البيئي بنفطة كبير جدا فلا أمل في عودة الوادي إلى سالف عهده و رغم ذلك لا يمكن النظر إلى ما يحصل في هذا المجال بعين واحدة فالجهود على محدوديّتها ملحوظة للحفاظ على ما تبقّى نذكر منها :
- حضائر الغابات التي يعمل فيها عشرات العمّال في ظروف قاسية و بأجور منخفضة و هي تساهم منذ سنوات في مقاومة زحف الرمال و الحدّ من التصحّر بإقامة أحزمة من مصدّات الرياح حول الواحة و يذكر مشروع الحزام الأخضر حول الجانب الشمالي الغربي من نفطة كنموذج ناجح لجهود الحماية من زحف الرمال الذي يهدّد المدينة .
- مشروع تهيئة منطقة رأس العين الذي تظافرت فيه جهود وطنية و دوليّة لإعادة جمالية تلك المنطقة و هو ما يشكل بحق تحوّلا فارقا نحو الوعي بالمخاطر و العمل الميداني على تجاوزها.
- انبعاث عديد الجمعيات العاملة في المجال البيئي و الحضري مثل :
1) جمعيّة صيانة المدينة التي تعاني للأسف الشديد من الركود و عدم الحيوية و ضعف المبادرة لأسباب هيكليّة تعوقها عن تقديم الإضافة حتى الآن في مجال إنقاذ الموروث المعماري التقليدي و المعالم القديمة بنفطة .
2) نادي "اليونسكو و الألكسو "بنفطة الذي يشرف على مشروع رأس العين و يقوم بجهود ملحوظة للعناية بعديد القضايا البيئية التي تهمّ الواحة .
3) الجمعيّة المحليّة لحماية البيئة و المحيط بنفطة ALPENالتي يعوّل عليها في إحداث طفرة نوعيّة في التعاطي مع المسألة البيئية بنفطة بما أعلنته من مشاريع طموحة في هذا المجال لا سيّما مشروع استغلال الطاقة الشمسية المعروف بـ"شمس نفطة ".

الممكن و المستحيل في حلول المشاكل البيئيّة بنفطة :

إنّ هذا التقرير التحسيسي لا يروم غير الإشارة للوضع كما هو في سبيل الجهود المبذولة للغحاطة بالمسألة البيئية بنفطة فلا علاج بدون تشخيص و لا حلول بلا مقترحات و تصوّرات , من هذا المنطلق تعتبر هذه الورقة مدخلا لنقاش أوسع و أشمل بأت الآن تتوفّر المنابر له بجديّة و مسؤوليّة ( الندوة الكبرى حول الواحات و مقاومة التصحّر التي عقدتها الجمعية المحليّة لحماية البيئة بنفطة في 16 ماي 2009) و إثراء لهذا النقاش نسوق هذه الملاحظات و المقترحات :
أ‌) ضرورة توحيد جهود جميع الفاعلين في المجال البيئي ببعث إطار تنسيقي مستقل و منفتح على كلّ الكفاءات المحليّة و البحث في صيغة مثلى لهذا الإطار كأن يكون "مجلسا محليا للبيئة "يرتبط ضرورة بمسألة التنمية المستديمة و استحقاقاتها.
ب‌) التركيز على أن تكون جهود العمل في المجال البيئي موجهة إلى خدمة التنمية المحلية و إنعاش أسباب العيش في نفطة و خلق مواطن الشغل و استغلال الموارد المحليّة و أهمّها الواحة حتى لا يكون العمل البيئي مجرد شعارات جوفاء لا فائدة منها .
ت‌) تكثيف الجهود في المؤسسات التربوية في اتجاهين ,الأول يحسس بالقضايا البيئية المطروحة عالميا في الوسط المدرسي (كالاحتباس الحراري و التغيرات المناخية ) , و الثاني يحسس بالقضايا البيئية المحلية و يثمن المعطيات المحلية و يصالح الأجيال معها لا سيّما تغيير النظرة إلى الواحة و العمل الفلاحي .
ث‌) تشجيع الانخراط التلقائي للمواطنين في عمليّة تجميل المدينة ببعث الحدائق العائليّة و الاعتناء بالأشجار المغروسة أمام المنازل
ج‌) تكفّل الجمعيات العاملة في المجال البيئي برصد الانتهاكات البيئية بنفطة و رفعها إلى الجهات المعنيّة لا سيّما البلديّة التي عليها أن تلعب دورا أكثر حيويّة في هذا المجال .
ح‌) ضرورة انخراط جمعيّة صيانة المدينة و تكثيف الأنشطة و التدخلات الجديّة في مجال المحافظة على المعالم المعماريّة القديمة بنفطة مثل البراطيل و حتّى بعض الدّور القديمة و العناية بالأسواق ( تسقيف سوق الرّبع مثلا) .
خ‌) تشجيع الاستثمار البيئي السياحي منه و الترفيهي بتجنّب العراقيل الإداريّة و الإجرائيّة و تشجيع الانتصاب مع تشريك المستثمرين في الشأن البيئي تمويلا و تصوّرا.
د‌) تنظيم عمليات الصيد البرّي في صحراء نفطة من بعض الضيوف الخليجيين الذين يزورون الجهة من حين إلى آخر بما يحافظ على الأنواع النادرة و المهدّدة بالانقراض من الحيوانات الصحراويّة كالغزال و الحبارة و غيرها ...

خاتمة :

يبدو من الضروري اليوم على كلّ أبناء نفطة أن يخرجوا عن صمتهم فيما يتصل بظروف حياتهم البيئيّة في مدينتهم و ذلك باستغلال المناخ الجديد المتّسم بحراك بيئي ملحوظ و جدّي ...إذ لا بديل عن أبناء البلد في إنجاح أيّ مشروع فقد ظلّوا منذ سنين ينتظرون التفاتة توقف تدهور المقوّمات الطبيعيّة للواحة خاصّة و ما تعانيه من مشاكل تستحقّ لوحدها تقريرا منفردا
و في انتظار الخامس من جوان القادم على الجميع أن يعمل و يساهم كل من موقعه و بحسب طاقته في إيجاد بيئة أسلم و مدينة أجمل لأبنائها قبل زائريها.


خالد العقبي
نفطة 05 جوان 2009


الثلاثاء، 2 يونيو 2009



ملخّص فعاليات الندوة الكبري حول : حماية البيئة بالواحات و دورها في مقاومة التصحّر
نزل "كرفان سيراي" بنفطة / 16 ماي 2009


التأمت بنزل "كرفان سيراي" بنفطة يوم السبت 16 ماي الجاري فعاليات الندوة الكبرى حول : حماية البيئة بالواحات و دورها في مقاومة التصحّر التي نظّمتها الجمعيّة المحليّة لحماية البيئة بنفطة وهي جمعيّة غير حكومية تأسست سنة 2008 للنشاط في المجال البيئي من أجل إنقاذ جمالية مدينة نفطة وواحتها و ذلك بمبادرة من مجموعة من أبناء نفطة المقيمين بالعاصمة أبرزهم رئيس الجمعيّة الدكتور نجيب الزرقوني الذي افتتح أعمال الندوة بحضور ممثلين عن السلطة الجهويّة و المحليّة و المجتمع المدني و النسيج الجمعياتي و التربوي بمدينة نفطة مرحّبا بالحضور و مقدّما بسطة موجزة عن الجمعيّة الفتيّة و مهامها و جديد أنشطتها , مشيرا إلى اعتزامها تقديم ندوة ثانية في نهاية شهر جوان القادم حول تاريخ مدينة "درجين" كما وضع هذه الندوة في إطارها العام المندرج ضمن اهتمامات وزارة البيئة و حماية المحيط و برامجها خصوصا ما عرف منها " باليد الصفراء " المقصود بها برامج مقاومة التصحّر و محاصرة هذه الظاهرة البيئية الخطيرة خصوصا في الجهات المهدّدة مثل جهة الجنوب الغربي ...
و قد استعرض الدكتور الزرقوني عددا من الأنشطة و التظاهرات التي تعتزم الجمعيّة إنجازها مستقبلا على غرار :
* القيام بتظاهرة بيئيّة سنوية بنفطة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة .
* إنجاز أجندا 21
* إحياء مقهى الأصيل و تنشيطها كفضاء عائلي بيئي .
* تبنّي مجموعة من الطلبة من أبناء نفطة .
*تنظيم ندوة تراثيّة حول تاريخ مدينة "درجين" (أحدأسماء نفطة القديمة)
*الاهتمام بالمساحات الخضراء بمدينة نفطة و إحياء حديقة لبيب وسط المدينة و إعادة الروح إلى نافورتها .
*تشجير بيئي للطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين نفطة و توزر.
*جعل مدينة نفطة خالية من الطاقة الملوّثة و تعميم استخدام الطاقة الشمسيّة (مشروع شمس نفطة) .

ثمّ أحال الدكتور الزرقوني الكلمة إلى السيّد والي توزر الذي رحّب بالحضور و شكر جهود الجمعية المحلية لحماية البيئة بنفطة على أنشطتها و برامجها الطموحة و نوّه بمستوى الوضع البيئي بولاية توزر عموما و أشار إلى أهميّة مشاركة كل فعاليات المجتمع المدني في دفع المبادرات البيئية و ضرورة الدخول في شراكة فاعلة لإنجاح البرامج البيئية و اغتنام الفرصة للدفع بالمبادرات الخاصة لدى الفلاحين خصوصا فيما اتصل بكهربة الواحة باستعمال الطاقة الشمسية مرجعا كلّ هذا الحراك الجمعياتي و الحكومي إلى العناية التي توليها السلط العليا للمسألة البيئية كخيار حضاري يتصل بجودة الحياة و مستلزمات التنمية المستديمة .
و استمتع الحضور بفاصل شعري ألقى خلاله الشاعر السيّد التابعي قصيدة تمجّد جمال نفطة و تعدد مناقب أعلامها .
وانطلقت الفعاليات العلميّة للندوة بمداخلة للسيّد فاضل المهيري المدير بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة مستعرضا تاريخ تأسيسه الذي كان في مارس 1996 تحت إشراف وزارة البيئة لتكون مهمّته الرئيسية تكوين شبكة خبراء في الميدان البيئي لمعالجة كل ما يخص البيئة من تحاليل بيئية و بحث علمي لنقل تكنولوجيات البيئة و مساعدة للصناعيين على معالجة نفاياتهم ...كما عرض السيّد المهيري عديد الشهادات التي تحصّل عليها المركز من جهات عالميّة خوّلته لأن يكون مرجع نظر في المجال البيئي لدى عديد الهيئات, و أعطى المتدخل بسطة عن مكوّنات شبكة المركز التي تشمل الجامعات و المراكز الفنية و البحثية و مكاتب الدراسات و الوزارات ألخ...أمّا في مجال التكوين فقد استعرض السيّد المهيري مجال تدخلات المركز في مجال التكوين لفائدة البلديات و الصناعيين و عرض لمحتوى و اهتمامات النشريّة الخاصّة بالمركز و عدّد مختلف المشاريع المنجزة , كما قدّم المتدخّل فكرة عن مساهمة المركز في مجال تصنيع و معالجة التمور و طرق استفادة أصحاب وحدات تصنيع التمور من خدمات المركز...

و أحيلت الكلمة إلى المتدخّل الثاني السيّد حلمي صبارة الفنّي بمشروع تموّله الوكالة الألمانية للتعاون الفنّي
GTZ بجهة سوق الأحد بولاية قبلّي فاستعرض أهمّ تدخّلات الوكالة الألمانية في إطار دعمها لبرامج وزارة البيئة و تناول المشروع المنجز بينها و بين الجمعية المحلية للتنمية بسوق الاحد و المتثل في برنامج لمقاومة التصحر قدمت فيه الوكالة دعما بـ 120 ألف دينار لتصريف مياه النزّ بالواحة التي تمسح قرابة الـ 120 هكتار للتغلب على مشاكل ضعف خصوبة الأرض و تملحها و تقلّص زراعات الخضروات البينيّة , أمّا آفاق المشروع فقد بوّبها المتدخّل كالتالي :
· تحسين مردودية التربة
· دعم شبكة صرف المياه للحدّ من ظاهرة التغدّق
· دعم التنوّع البيولوجي بإحياء أنواع نادرة من النخيل
· دعم الفلاّحين في تحسين استغلالهم للموارد المائية
· دعم قدرات المجامع المائية
كما عرض المتدخّل صورا فوتوغرافية تجسّد مشاكل واحة سوق الأحد التي هي مشاكل شبيهة بما هو عليه الوضع بواحة نفطة و عرض أيضا صورا لعمليات استغلال لفواضل النخيل في تصنيع أسمدة و أعلاف حيوانيّة بطريقة علميّة تسهم في تنويع موارد الأعلاف من جهة و توفّر أسمدة محليّة تسهم في تنظيف الواحة من جهة ثانية .

أمّا المتدخّل الثالث الباحث السيّد عبد المجيد القادري فقد قدّم مداخلته تحت شعار : الواحة ضمان للتنمية المستديمة بالمناطق الواحيّة و تناول في بحثه النقاط التالية حول المنظومة الواحية :
· المكوّنات الأساسية للمنظومة الواحية
· الأبعاد التنموية للواحات
· العناصر الانتاجية في المنظومة الواحية
· تصنيف المنظومات الانتاجية
· الخصائص الوظيفية للواحة
و توسّع في تناول هذه النقاط بالتفسير و تقديم الأمثلة ليعطي تصوّرا تنمويا إيكولوجيا لدور الواحة الاقتصادي و الاجتماعي .

و تناول الكلمة ممثل الوكالة الوطنية لحماية المحيط الذي كان من المنتظر أن يشرف رئيسها السيّد محمد المهدي مليكة على أشغال هذه الندوة لكنّ تعذّر حضوره لانشغاله بمهمّة طارئة ...و قد استعرض ممثل الوكالة أبرز مهامها التي ذكر منها مقاومة التلوّث الصناعي و المصادقة على المؤثرات على المحيط مثلما هو الشأن في مشروع مطار النفيضة الجديد إلى جانب دورها في التحسيس البئي و أشار المتدخّل إلى ما توليه الدولة من اهتمام للشأن البيئي و ذلك بتخصيص 1 بالمائة من الناتج الوطني الخام لبرامج البيئة و حماية المحيط كما أشار إلى تطوّر المنظومة التشريعيّة الخاصّة بسلامة البيئة و آخرها ما يتعلّق بقرب إصدار مجلّة البيئة ..كما عرّج على مسألة الاستثمار في المجال البيئي و ما يشهده هذا التوجّه من خلق لمواطن شغل سمّيت مواطن الشغل الخضراء في القطاعين العمومي و الخاص و تشجيع المشاريع و الباعثين الشبان في المجال البيئي ضمن الآليتين 30/30 و 41/41 مع التركيز على قطاع التصرّف في النفايات .

و كان ختام المداخلات مداخلة قيّمة قدّمها الدكتور أحمد النمصي (أصيل نفطة ) حول مخاطر ظاهرة تكسّر سعف النخيل الذي أفاد الدكتور أنّه لم يعرف له تاريخ للظهور و لكن يرجح أنّه في الأربعينيات من القرن الماضي و يعرف كمرض تحت اسم "الحمرة " أو بوسعفة " و كان أوّل توصيف علمي له سنة 1984 و قد استعرض الدكتور تطوّر الظاهرة من خلال الصور و قدّم إحصائية عن انتشاراته بواحات الجريد كانت كالتالي :
نفطة 35100/توزر 786/ دقاش 192 و تعدّ نسبة الإصابات بكامل تراب الجمهوريّة قرابة الـ60 ألف نخلة مصابة ....و هو ما يدلّل على أنّ واحة نفطة هي الأكثر تضررا من هذه الظاهرة ذات الأعراض غير المستقرّة و ذلك لعدّة أسباب متداخلة أهمّها نقص الماء و فقر التربة و الاهمال و نقص مادة المانغانيز غير أنّ الباحث قد طمأن الجميع إلى تقدّم الجهود في محاصرة الظاهرة المنحصرة تقريبا في منطقة واحة رأس العين بنفطة لأنّ :
· انتشارها الزمني بطيء جدّا في بؤرها .
· تطوير تقنية تشخيص مبكّرة و سريعة بكفاءات و قدرات جهوية بحتة (خلال 48 ساعة يقع التشخيص)
· أسهام مشروع إحياء منطقة رأس العين المنجز بشراكة بين وزارات الفلاحة و السياحة و البيئة و حماية المحيط و نادي اليونسكو و الألكسو و إمارة موناكو في تراجع الظاهرة لتوفر الماء و العناية بالمغروسات و عودة جهود الإحياء للمنطقة التي كانت مهدّدة بضعف التنوع البيولوجي و زحف التصحّر .
و قبل فتح باب النقاش و اقتراحات الحضور قدّم الأخ زهير الوردي اختصاصي الإعلاميّة و احد شباب نفطة الواعدين في هذا المجال ,موقع الجمعيّة المحليّة لحماية البيئة بنفطة الذي سيكون جاهزا في بداية شهر جوان القادم على الرّابط التالي :
www.alpen.org.tn
و بيّن أبوابه و محتوياته كما قرأ الدكتور الزرقوني كلمة رئيس الجمعيّة و دعا الجميع إلى التفاعل مع الموقع و إثرائه و المشاركة في منتداه الحواري من أجل توسيع دائرة التصوّرات البيئية و الحلول الممكنة و المقترحات البنّاءة للنهوض بنفطة بيئة و تراثا.
و فتح باب النقاش فأثنى كل المتدخّلين على ولادة هذه الجمعيّة التي اعتبروها أملا جديدا ينبعث في نفطة من أجل نهضتها و تطويرها و استغلال ما بها من كفاءات و موارد و انحصرت المقترحات فيما يلي:
- اقتراح عقد شراكة بين الجمعيّة و نوادي البيئة بالمدارس الابتدائيّة و ذلك لزرع الحسّ البيئي لدى الناشئة و خلق جيل واعي بالمخاطر البيئية و منخرط في العمل البيئي التطوّعي.
- ضرورة الاعتناء بجماليّة مدينة نفطة و معالجة مشاكل مصبات الفضلات في بعض الأحياء
- التصدّي لمعضلة تشتت الملكيّة في الواحة باعتبارها من مسببات الإهمال المؤدّي إلى كل المشاكل البيئية في الواحة و عائق كبير أمام إمكانيات الاستصلاح .
- اقتراح تصنيف مدينة نفطة كمدينة تاريخيّة معترف بها من الأمم المتحدة
- اقتراح ضرورة مواجهة تراكم فضلات الواحة و مصادر تلوثها بشراكة فاعلة بين المجامع المائية و البلدية و السلطة المحلية .
-تثمين الدعوة التي وجهت للاتحاد المحلّي للشغل بنفطة باعتباره شريك في التنمية المحلية و ممثل لشرائح واسعة من العمّال بالفكر و الساعد .
- تثمين النظرة إلى نفطة باعتبارها مخزونا تراثيا و روحيا و معطى طبيعيا جدير بالإبراز و الحفظ .
-تثمين المسلك السياحي برأس العين .
- البحث عن إمكانية تكفل جهات حكومية و غير حكومية في كلفة الماء التي تثقل كاهل الفلاّحين الصغار .
- ضرورة تشريك الخبراء و أهل الاختصاص في رصد و تشخيص مشاكل الواحة .
- دعم العمل التوعوي و التحسيسي بمشاكل الواحة .
- دعم حزامي غابي حول مدينة نفطة و استغلال المياه المعالجة لسقيه .
- التشديد على دعم مشاريع استغلال فواضل النخيل أساسا كسماد يعوّض الأسمدة المجلوبة من جهات أخرى و التي تجلب معها أنواع أخرى من الطفيليات المضرّة بالواحة .

أمّا أبرز الردود عن كلّ هذه التدخلات فقد كانت من الدكتور الزرقوني الذي قدّم بسطة وافية عن مشروع "شمس نفطة " الذي سيكون حلاّ مثاليا لمعضلة كلفة الماء بما سيوفّره توليد الطاقة الكهربائيّة من الطاقة الشمسيّة من إمكانيات تسدّ حاجيات الضيعات و سينطلق المشروع قريبا حال استكمال النصوص التشريعيّة المنظمة للاستثمار في مجال الطاقات البديلة حيث سيركّز مشروع نموذجي في بئر منطقة رأس العين و قد وافقت عدّة نوادي "روتاري" فرنسيّة على تمويل هذه المشاريع مستقبلا في انتظار إيجاد غطاء من المموّلين و المستثمرين في مثل هذه المشاريع ...
أمّا مشروع تشجير الطريق الوطنية رقم 3 الرابطة بين نفطة و توزر فإنّ الدراسات التفصيليّة جاهزة
و سيكون هذا المشروع ذو الطابع البيئي مشروعا نموذجيا بكلّ المقاييس .










الاثنين، 1 يونيو 2009

صغار اداني مدرسة الخضر بن الحسين بنفطة في كرة اليد يحصلون على الميدالية الفضيّة




في إطار البطولة الوطنية للرياضة المدرسيّة التي نظمت بمدينة باجة حصل صغار أداني مدرسة الخضر بن الحسين على الميداليّة الفضيّة في كرة اليد يوم الخميس28 ماي الفارط غداة هزيمة الفريق أمام فريق مدرسة الأسوار بالقيروان .